أمل أول سائقة نقل ريفي في ولاية نابل: حفظت المهنة عن والدي
تقطن أمل بالسلامة أول سائقة نقل ريفي في ولاية نابل، في ضيعة صغيرة على أطراف عمادة بيوب التابعة لمعتمدية دار شعبان الفهري.
شابة شارفت على ختم عقدها الثالث حفظت مهنة سائق سيارة نقل ريفي عن والدها الذي كان يحملها معه منذ سنتها الأولى فشُغِفت بالمقود وفاجأت والدها باستلامه حين استوجبت منه التزاماته العائلية التخلي عنه.
يقول والد أمل "زرعت فيها شغف مهنتي منذ كنت أحملها معي لترافقني في رحلة نقل المواطنين من ريف دار شعبان الفهري إلى مركز المعتمدية ضمن خط بيوب/ الفرينين نابل .. وعندما شبت لمست فيها شجاعة ورغبة في العمل فدعمتها ورافقتها إلى امتحان اجتياز رخصة الجولان السياحية...وأنا الآن فخور بحصولها على بطاقتين مهنيتين وآمل أن تتحصل على رخصة نقل ريفي لتمتلك سيارتها الخاصة".
ويؤكد والد أمل أن ابنته هي أول امرأة تمتهن المهنة في ولاية نابل إن لم يكن في الجمهورية التونسية مشيدا بتفانيها وانضباطها.
أما أمل بالسلامة فقالت "حين غادرت مقاعد الدراسة توجهت للعمل بمصنع وكنت أتنقل بسيارة والدي للنقل الريفي.. كنت أصطحب معي زميلاتي ممن يعملن في نفس المصنع ويقطنّ في بيوب أو منطقة الفرينين وكان أخي يعمل على سيارة والدي حتى قرّر التفرّغ لمشروعه الفلاحي وأمام استحالة مواصلة والدي العمل استلمت المشعل عنهما سنة 2015 واليوم أختم عقدا من العمل في هاته المهنة التي تشعرني بالرضا عن ذاتي وقراري دعم الأسرة والمحافظة على مهنة والدي.. في بداية عملي واجهت الكثير من الاستغراب والتحفظ من المواطنين لأجدني اليوم مستمتعة بثقتهم ومحبتهم ودعمهم".
الثقة والتقدير يؤكدانهما زملاء أمل من بعض السواق الذين حاورناهم في محطة توقف سيارات النقل الريفي مبدين إعجابهم بشجاعتها وحسن سلوكها ورحابة صدرها في التعامل مع مشكلات طبعت هاته المهنة كتعود المواطن بسائق رجل أو التدافع بين السواق لاستلام الدور أو تجاوزه متى اقتضى الأمر.
تبدأ رحلة عمل أمل من السادسة صباحا حتى السابعة أو الثامنة مساء موعد آخر رحلة لنقل المواطنين من دار شعبان إلى ريف بيوب.. تدوم الرحلة حوالي 20 دقيقة وكان يمكن أن تقطعها في عشر دقائق لو كانت الطرقات الرابطة بين المنطقتين في حالة جيدة ... ولكن سوء حالة الطريق يحول دون ذلك ويورث سواق النقل الريفي تداعيات صحية جمة أبرزها آلام الظهر والرقبة بفعل الاهتزازات المتواترة.
سهام عمار